في يوم من الأيام ، كان خالد وهو راعي غنم عربي جالسا تحت ظل إحدى الأشجار يحرس غنمه ، فإذا به يلاحظ أن أغنامه تسلك سلوكا غريبا جدا. فبدلا من أن ترعى في هدوء ، إذا بها تجري وتقفز هنا وهناك ، كما لو قد عادت إلى طفولتها ثانية. وكان خالد قد سبق له أن لاحظ هذا السلوك من أغنامه قبل ذلك. سرعان ما أدرك أن أغنامه كانت تسلك هذا السلوك بعد أن تأكل من الثمار الحمراء لبعض الأشجار دائمة الخضرة. وقرر أن يتناول هو الآخر من هذه الثمار ، حتى يعرف ماذا يحدث. ولما فعل ذلك لم يكن أقل نشاطا من أغنامه ، ولقد كان طبيعيا ألا يتمكن خالد من كتمان سر كهذا مدة طويلة ، وكان الشخص الذي إختاره ليطلعه على سره ، هو أحد كهنة دير قريب منه. يبدو أن الراهب كان رجلا متشككا نوعا ما ، فقد ذهب ليرى بنفسه غنم خالد. ما أن رأي سلوكها الغريب حتى فكر في تجربة يجربها ، لقد صنع مشروبا من الأعناب في الماء وجرب أثرها في براعة وحرص على رهبانه. ولقد أدهشه أن يرى الرهبان وقد إنتابتهم السعادة والنشاط ، وأكثر من ذلك أنهم صاروا أكثر قدرة على السهر أثناء صلوات الليل! إننا لا ندري مدى صحةهذه القصة ، غير أن الشئ المؤكد هو أن عادة شرب القهوة قد نشات أول ما نشأت في بلاد العرب منذ زمن طويل جدا ، وأنها إنتقلت إلى أوروربا (إنجلترا بنوع خاص) ، وإنتشتر في القرن السابع عشر ، وأفتتح أول مقهى في أوكسفورد عام 1650 ، وسرعان ما توالي إفتتاح المقاهي في فرنسا و سويسرا وغيرها من البلاد.
شجرة البن العربي نبتة ذات أوراق صقيلة لامعة دائمة الخضرة ، ويتراوح أقصى ارتفاع لها بين 4,3 و 6,1م. ويقوم المزارعون عادة بتقليم شجيرات البن حتى لا يتجاوز طولها 3,7م. ولشجيرة البن أزهار بيضاء ذاتية التلقيح.
تصنَّف بذرة البن ضمن الثمار اللُّبية، وتبدأ في النمو أثناء إزهار النبتة، وتكون خضراء في البداية فصفراء، ثم حمراء. وتنتج الشجرة المتوسطة من الثمار في العام الواحد ما يكفي لصنع نحو 0,7كجم من البن المحمص. تحتاج شجرة البن عادة إلى ما يتراوح بين ستة وثمانية أعوام قبل أن تنتج محصولاً كاملاً.
الزهرة
يوجد أكثر من مائة صنف من البن تبيعها محلات البيع بالتجزئة،لكن يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع عامة؛ هي: البرازيلي، والبارد المذاق ، والقوي اللاذع المذاق الروبستا.
فالبن البارد المذاق تنضوي تحته كل أنواع البن العربي الذي ينتج خارج البرازيل. أما البن الروبستا اللاذع المذاق، فهو نوع مختلف من البن يزرع معظمه في إفريقيا. وتسمى معظم أنواع البن باسم المنطقة التي يزرع فيها، أو الميناء الذي تصدر منه. فالبن المخاوي، اكتسب اسمه من ميناء الـمخا باليمن. والبن الجاوي يزرع في جزيرة جاوه أو بالقرب منها.
يحرص أصحاب محامص البن على إضفاء مذاق خاص لتركيبة (توليفة) البن؛ فبعض الناس يفضلون إضافة الهندباء البرية أو الحبهان (الهيل) إلى القهوة.